للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: وإنّما قال هذا حين لم يخبر بغفران ذنبه، وإنّما غفر الله عز وجل له ذنبه في غزوة (١) الحديبية قبل موته بسنتين وشيء (٢).

وقال ابن عبّاس - رضي الله عنه -: لمّا اشتدّ البلاء بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرى النائم وهو بمكّة أرضًا ذات سباخ، ونخل رُفعت له، يهاجر إليها، فقال له أصحابه وهو (٣) بمكّة: إلى متى نكون في هذا البلاء الذي نحن فيه؟ ومتى نهاجر إلى الأرض التي أُريت؟ فسكت - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ}، أُترك في مكاني أو أخرج إلى الأرض التي رفعت لي (٤).

وقال بعضهم: معناه: وما أدري ما يفعل بي ولا بكم، وإلى ما (٥) يصير أمري وأمركم في الدُّنيا؟ (٦).


(١) في الأصل: (غزاة) والمثبت من (م) و (ت).
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٥٣، "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٨٦.
(٣) في (م): (وهم).
(٤) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٦٠٥) بنحوه من رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والبغوي في "تفسيره" ٧/ ٢٥٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٨٦.
(٥) في (م): (ماذا).
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢٥٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١٣/ ٣٣٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٣٧٢.
وأكثر المفسرين رحمهم الله -منهم النحاس في "ناسخه" ٢/ ٦٢٩، الطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٧، ومكي بن أبي طالب في "الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه" (ص ٤١١)، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٨٨، وابن كثير في "تفسيره" ٧/ ١٨٤ على أن هذا القول هو الأصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>