للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطاوس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ما رأيت شيئًا أشبه باللمم مما قاله أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله تعالى كتب على ابن آدم حظَّه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، وزنا الشفتين القبلة، وزنا الأذن الاستماع، وزنا اليدين البطش، وزنا الرِجلين المشي، والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، وأن يقدم فرجه كان زانيًا وإلاَّ فهو اللمم" (١) (لأنَّ اللمم هو مقاربة الشيء من غير إيقاع (٢) قال الشاعر في معناه:

بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب ... وقل إنَّ تَمَلِّيَنا فما مَلَّكِ القلب (٣)

أي: اقرب) (٤).

وقال ابن الزبير، وعكرمة، وقتادة، والضحاك: هو ما بين الحدَّين حدّ الدنيا وعذاب الآخرة وهي رواية العوفي والحكم بن عُيينة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٥).


(١) أخرجه البخاري من طريق طاوس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه، كتاب الاستئذان، باب زنا الجوارح دون الفرج (٦٢٤٣)، ومسلم من نفس الطريق بنحوه، كتاب القدر، باب قدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره برقم (٢٦٥٧).
(٢) ينظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٦٩، "اللسان" (لمم) ١٢/ ٥٤٩.
(٣) لم أجده.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ح).
(٥) أورده الطبري عنهم جميعًا، "جامع البيان" ٢٧/ ٦٧، ٦٨، ونسبه الماوردي لابن عباس وقتادة "النكت والعيون" ٥/ ٤٠١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>