للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهو لمم (١) ودليلُ هذا التأويل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ للشيطان لَمَّةً، وللملك لَمة، فلمَّة الشيطان: الوسوسة إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، ولَمَّة المَلك الإلهام وهو إيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد لَمَّة الملك فهي من الله تعالى ومن وجد الأخرى فليستعذ بالله من الشيطان" (٢).

وقال الحسين بن الفضل: اللمم النظر من غير تعمَّد وهو مغفور فإن أعاد النظر فليس بلَمم وهو ذنب (٣).

وقال الفراء: اللممُ المتقارب من صغار الذنوب (٤).

وقال الزجاج: أصل اللمم والإلمام هو ما يعمله الإنسان المرَّة بعد المرة والحين بعد الحين ولا يتعمَّق فيه ولا يقيم عليه (٥)، يقال: ألممت به إذا زرته وانصرفت عنه ويقال: ما فعلتُه إلاَّ لممًا وإلمامًا أي: الحين. وإنما زيارتك إلمام، ومنه إلمام الخيال (٦)، قال


(١) ينظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٧٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٠٨.
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب التفسير، سورة البقرة، (٢٩٨٨) من طريق عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني عن عبد الله مرفوعاً بنحوه، وقال: هذا حديث حسن غريب.
(٣) أورده الفراء ونسبه للكلبي "معاني القرآن" ٣/ ١٠٠، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٠١، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤١٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٧٦.
(٤) معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٠٠، ونسبه للفراء، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٠٩.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٧٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٠٨.
(٦) ينظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>