للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحصن، فإن قاتلوكم فنحن معكم لا نخذلكم ولننصرنكم، ولئن أخرجتم لنخرجنَّ معكم، فدرِّبوا على الأزقة وحصَّنوها، ثم إنَّهم أرادوا وأجمعوا على الغدر برسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - فأرسلوا إليه أن اخرج إلينا في ثلاثين رجلًا من أصحابك، وليخرج منَّا ثلاثون رجلًا حتَّى نلتقي بمكانٍ نصف بيننا وبينك فيسمعوا منك، فإن صدَّقوك وآمنوا بك آمناً كُلنا، فخرج النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين من أصحابه وخرج إليه ثلاثون حبرًا من اليهود حتَّى إذا كانوا في بَراز (١) من الأرض، قال بعض اليهود لبعض: كيف تخلُصون إليه ومعه ثلاثون رجلًا من أصحابه كلُّهم يحب أن يموت قبله؟ فأرسلوا إليه كيف نفهم ونحن ستون رجلًا؟ اخرج إلينا في ثلاثة من أصحابك ونخرج إليك في ثلاثة من علمائنا، فيسمعوا منك، فإن آمنوا بك آمناً كلنا وصدقناك، فخرج النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة من أصحابه، وخرج ثلاثة من اليهود واشتملوا على الخناجر، وأرادوا الفتكَ برسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - فأرسلَتْ امرأة ناصحةٌ من بني النضير (٢) إلى (أخيها وهو) (٣) رجل مسلم من الأنصار بالغدر برسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - فأقبل أخوها سريعًا حتَّى أدرك النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم -، فلمَّا كان من الغد غدَا إليهم، فرجع النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.


(١) في الأصل: بوار، والتصويب من (م).
والبَرَازُ: المكان الفضاء من الأرض البعيد الواسع. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (برز).
(٢) في الأصل: النضر، والتصويب من (م).
(٣) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>