للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= القول الثالث: أن الحديث صحيح أو حسن من بعضه طرقه.
وعلى هذا القول كثير من العلماء، ومنهم:
ابن خزيمة في "التوحيد"، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان"، وابن القيم في "المنار المنيف" حيث قال عن أحد ألفاظه: وهو حديث حسن. والعلامة أحمد شاكر في تحقيق "المسند" ١٥/ ٢٣٣، والألباني كما سبق، وغيره.
والذي يظهر: أن القول بوضعه قول بعيد جدا، ولذا قال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد في الذب عن مسند أحمد" (ص ٦٦): وليس في شيء من طرقه ما يقتضي الحكم بالوضع، والله أعلم. ا. هـ.
وقال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص ٤٦٣): وزعم ابن طاهر، وابن الجوزي أن هذا الحديث موضوع، وليس بجيد. ا. هـ.
قلت: وكذا الحكم عليه بالضعف بإطلاق غير جيد كذلك، نعم كثير من طرقه لا تخلو من ضعف، ولكنه بمجموعها، بل ببعض ما صح منها أو حسن كما سبق يحكم له بأنه صحيح لغيره في أقل أحواله.
ولكن يبقى بعد ذلك النظر في بيان معناه وتوجيهه وهو:
المقام الثالث: أجوبة العلماء عن معنى الحديث، وما يدل عليه:
وقفت على أجوبة جماعة من أهل العلم أسوقها مع بيان مصدرها على سبيل الإيجاز:
١ - أن قوله "لا يدخل الجنة .. ":
يراد به جنة معينة، فالمراد لا يدخل بعض الجنان، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعلم أنها جنان في جنة، واسم الجنة واقع على كل جنة، فأولاد الزنا أجسر على ارتكاب المنهيات من غيرهم.
وهذا الجواب ذكره ابن خزيمة في "التوحيد" ٢/ ٨٦٨، وتلميذه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ٨/ ١٧٧، ولا يخفى ما فيه من تكلف.
٢ - أن المراد بقوله: "ولد الزنا ... ": =

<<  <  ج: ص:  >  >>