للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرجع بها ترجف بوادره (١)، حتَّى دخل على خديجة، فقال: "زمَّلوني زمَّلوني"، فزمَّلوه، حتَّى ذهب منه (٢) الروع، فقال: "يا خديجة ما لي؟ " وأخبرها الخبر، وقال: قد خشيت عليّ (٣)، قالت له: كلَّا أبشر فو الله لا يُخزيك الله أبدًا، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُق الحدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ (٤)، وَتَقْري الضَّيْف، وتُعِيْنُ على نوائِبِ الحَق، ثم انطلقت به خديجة، حتَّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العُزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة، وكان أمرأً تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت خديجة: إي ابن عم، اسمع (٥) من ابن أخيك. فقال ورقة: ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأى،


(١) ترجف بوادره: أي يرجف فؤاده، والبوادر من الإنسان وغيره: اللحمة التي بين العنق والمنكب، واحدها بادرة.
انظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي (ص ٥١٠).
(٢) في (ب)، (ج): عنه.
(٣) الخشية المذكورة اختلف العلماء في المراد بها على اثني عشر قولا وأولاها بالصواب: إما الموت من شدة الرعب أو المرض، أو دوام المرض، وما عداها فهو مُعتَرض.
انظر: "فتح الباري" لابن حجر ١/ ٢٤.
(٤) الكَلّ: هو من لا يستقل بأمره، كما قال الله تعالى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} [النحل: ٧٦].
انظر: "فتح الباري" لابن حجر ١/ ٢٤، "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي (ص ٥٠٩).
(٥) في (ب): استمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>