للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال ورقة: هذا الناموس (١) الَّذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعًا (٢)، ليتني أكون حيًّا حين يُخرِجُك قومُك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوَ مُخرجيَّ هم"، فقال ورقة: نعم، لم يأَت رجل قط بما جئتَ به إلَّا أوذي وعُودِي، وإن يدركني يومُك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب (٣) ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة، حتَّى حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيما بلغنا (٤) غدا منه مرارًا، كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال (٥)، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يُلقي نفسه منها تبدَّا له جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد إنك رسول الله حقًّا، فيَسْكُن لذلك جأشُه (٦)، وتقر نفسه، فيرجع. فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذُروة جبل تبدَّى له جبريل عليه السلام فقال له مثل،


(١) الناموس: صاحب سر الملك الَّذي لا يحضرُ إلا بخير، ولا يُظهر إلا الجميل، وسمى به جبريل لأنه مخصوص بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره.
انظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي (٥١٠).
(٢) أي شابًّا، المصدر السابق.
(٣) في (ب)، (ج): يلبث، وهو معنى ينشب.
انظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي (ص ٥١٠).
(٤) قال ابن حجر: وقوله فترة حتَّى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل ويونس، والذي عندي أن هذِه الزيادة خاصة برواية معمر. وقال: وهو من بلاغات الزهري، وليس موصولًا، وقال الكرماني: هذا هو الظاهر، ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور. والأول هو المعتمد. "فتح الباري" ١٢/ ٣٥٩ - ٣٦٠ بتصرف واختصار.
(٥) أي عوالي الجبال. انظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي (ص ٥١١).
(٦) أي يسكن ما ثار من فزعه، وهاج من حزنه. المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>