للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجحر الذي في اللحي ماء عذب، فشرب منه حتى يروي، وكان قد أعطي قوة من (١) البطش، وكان لا يوثقه حديد ولا غيره، وكان كذلك يجاهدهم في الله ويصيب منهم حاجته، ولا يقدرون منه على شيء حتى قالوا: لن تأتوه إلاَّ من قبل امرأته، فدخلوا على امرأته فجعلوا لها جعلًا (٢)، فقالت: نعم أنا أوثقه لكم. فأعطوها حبلًا وثيقًا، وقالوا لها: إذا نام فأوثقي يده في (٣) عنقه حتى نأتيه فنأخذه.

فلما نام أوثقت يده إلى عنقه بذلك الحبل، فلما هب جذبه بيده فوقع من عنقه، فقال لها: لم فعلت ذلك.

فقالت: أجرب (٤) به قوتك، ما رأيت مثلك قط.

فأرسلت إليهم: أني قد ربطته بالحبل، فلم أغن شيئًا. فأرسلوا إليها بجامعة (٥) من حديد، فقالوا (٦): إذا نام فاجعليها في عنقه.

فلما نام جعلتها في عنقه ثم أحكمتها فلما هب جذبها فوقعت من


(١) في (ب)، (ج): في.
(٢) الجعل: هو ما يجعل للإنسان على الأمر يفعله.
انظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ١/ ٤٦٠، "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ١١١.
(٣) في (ب)، (ج): إلى.
(٤) في (ب)، (ج): أختبرت.
(٥) الجامعة هي الغُلّ لأنها تجمع اليدين إلى العنق.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٥٩.
(٦) في (ب)، (ج): لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>