للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلم يوفيا أحدًا ثم دنيا رتوة فلم يسمعا حسًّا، فقالا: بات القوم سامدين فأصبحوا نيامًا. فلما دنوا من عسكر القوم فإذا هم خامدون، وكان يقع الحجر على بيضة (١) أحدهم فيخرقها حتى يقع في دماغه، ويحرق الفيل والدابة، ويغيب الحجر (٢) في الأرض من شدة وقعه فعمد عبد المطلب فأخذ فأسًا من فؤوسهم فحفر حتى أعمق في الأرض فملأه من الذهب الأحمر، والجوهر الجيد، وحفر لصاحبه فملأه. ثم قال لأبي مسعود: هات خاتمك فاختر، إن شئت أخذت حفرتي (وإن شئت حفرتك) (٣)، وإن شئت فهما لك معًا، فقال أبو مسعود: اختر لي على نفسك. فقال عبد المطلب: إني لم آل أن اجعل أجود المتاع في حفرتي فهو (٤) لك. وجلس كل واحد منهما على حفرته، ونادى عبد المطلب في الناس فتراجعوا وأصابوا من فضلهما، حتى ضاقوا به ذرعًا وساد عبد المطلب بذلك قريشًا (٥)، وأعطته المقادة (٦) فلم يزل عبد المطلب وأبو مسعود في أهليهما في


(١) البيضة: الخوذة. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ١٢٥.
(٢) في (ب)، (ج): الحجارة.
(٣) ساقطة من (ج).
(٤) في (ب)، (ج): فهي.
(٥) في الرواية السابقة يدل على أن عبد المطلب كان سيدًا قبل مجيء أصحاب الفيل، وذلك عندما سأل أبرهة عن سيد قريش فدل على عبد المطلب، بخلاف هذِه الرواية التي تدل على أنه ساد قريشًا بعد ما أصاب من مالهم بعد إهلاكهم.
(٦) قال ابن منظور: أعطاه مقادته: إنقاذ له، والأنقياد: الخضوع: تقول: قدتُه فانقاد واستقاد لي إذا أعطاك مقادته.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>