للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الواحد للفصل، والأحد للغاية. وقيل: واحد بصفاته، وأحد بذاته.

وقيل: إن الواحد يدل على أزليته وأوّليته؛ لأن الواحد في الأعداد ركنها، وأصلها، ومبداها. والأحد يدلُّ على بينونته من خلقه في جميع الصفات، ونفي أبواب الشِّرك عنه، فالأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، فأحد يصلح في الكلام في موضع الجحود، والواحد في موضع الإثبات. تقول: لم يأتني منهم أحد، وجاءني منهم واحد، (ولا يقال: جاءني منهم أحد) (١)، لأنك إذا قلت: لم يأتني منهم أحد فالمعنى (٢) لا واحد أتاني ولا اثنان، وإذا قلت: جاءني منهم واحد فالمعنى لم يأتني منهم اثنان (٣).

وقال ابن الأنباري: أحد في الأصل وحد، كما قالوا للمرأة (٤):


= "الكشاف" للزمخشري ٤/ ٨١٢، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٥١٦ منسوبة القراءة إلى الأَعمش. وذكرها أَحْمد بن الزُّبير الغرناطي في كتابه "ملاك التأويل" ٢/ ٩٥٩ وقال: وهذِه قراءة شاذة خارجة عن خط المصحف.
(١) ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٢) في (ب): فمعناه.
(٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٣١٦، "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٣٤٠، "تهذيب اللغة" للأزهري ٥/ ١٩٢، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٦٦)، "عمدة الحفَّاظ" للسمين الحلبي ١/ ٦٩، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١١/ ١٤٩، "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٧٠، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ٢٦٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٥٢٩، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٥١٥. وانظر هذِه المسألة مستوفاة في "ملاك التأويل" لأحمد بن الزُّبير الغرناطي ٢/ ٩٥٩ وما بعدها.
(٤) في (ج): في المرأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>