للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن: إن الشهداء أحياء عند الله، تعرض أرزاقهم على أرواحهم؛ فيصل إليهم الرَّوح والفَرَح، كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدْوَةً (١) وعشيَّةً؛ فيصل إليهم الوجع (٢).

وقال أبو اليسار السلمي (٣): أرواح الشهداء في قِبَاب بيضٍ من قباب الجنة، في كل قبة زوجتان رزقهم في كل يوم طلعتْ فيه الشمس ثَوْرٌ وَحُوْتٌ، فأما الثور: ففيه طعم كل ثمرةٍ في الجنة، وأما الحوت: ففيه طعم كل شراب في الجنة (٤).

وقال قتادة في هذِه الآية: كنا نحدث أنَّ أرواح الشهداء تعارف في طير (٥) بيض يأكلن من ثمار الجنة، وأنَّ مساكِنَهُم (٦) في سِّدْرَة (٧) المنْتَهَي، وأنَّ للمجاهد في سبيل الله ثلاثَ خصال: من قتل في سبيل الله منهم صار حيًّا مرزوقًا، ومن غلبَ آتاهُ الله أجرًا عظيمًا، ومن مات رزقُه الله رزقًا حسنًا (٨).


(١) في (ش): غدوًا.
(٢) هو في "تفسير الحسن البصري" ١/ ٩٣، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٦٨، والزمخشري في "الكشاف" ١/ ٢٠٥، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ١٢٧، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٦٢٢.
(٣) لم أعرفه.
(٤) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٦٢٢ مختصرًا.
(٥) في (ش): طيور.
(٦) في (س)، (ش): مساكنهنَّ.
(٧) في (س): السدرة، وفي (ت): بسدرة، والمثبت من (ش).
(٨) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٣٩، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" =

<<  <  ج: ص:  >  >>