للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَغَيْرَ ذَلِكَ فهو شعيرة (١). قال الكُمَيْتُ:

نُقَتِّلُهُمْ جِيلًا فجِيلًا تَرَاهُمُ. . . شَعَائِرَ قُرْبَان بِهِم يُتَقَرَّبُ (٢)

وأصلها من الإشعار، وهو الإعلام على الشيء، ومنه إشْعَارُ الهَدْي (٣).

وفي الحديث: أنَّ قائلًا قال حين شج عمر في الحج: أُشعر أمير المؤمنين دمًا (٤).

وأراد بالشعائر هاهنا مناسك الحج التي جعلها الله تعالى أعلامًا لطاعته. وقال مجاهد: يعني من الخبر الذي أخبركم عنه (٥).

وأصل الكلمة على هذا القول مِنْ شَعَرْتُ أي: عَلِمْتُ، كأنه إعْلامُ اللهِ عز وجل عِبَادَهُ أمْرَ الصَّفَا والْمَرْوَةِ (وتقدير الآية: إنَّ الطواف


(١) "جامع البيان" للطبري ٢/ ٤٤، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٧٢، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١٣٠.
(٢) البيت في "القصائد الهاشميات" للكميت بن زيد (٢١)، وورد في "مجاز القرآن" ١/ ١٤٦، "جامع البيان" للطبري ٢/ ٤٤، "النكت والعيون" للماوردي ١/ ٢١١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ١٦٥.
(٣) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٤٦، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب للأصبهاني (ص ٤٥٦) (شعر)، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٦٢٨.
(٤) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" ١٠/ ٤٠٢ (١٩٤٩٩) عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: إنا لواقفون مع عمر على الجبل بعرفة. . . فذكره، ومن طريقه رواه أيضًا ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ١/ ١٠٢ (٨١).
(٥) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢/ ٤٤ من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>