للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله -عزَّ وجلَّ- (١): {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} أي: رجعتم، ودفعتم بكثرة (٢)، يقال: أفاض القوم في الحديث إذا لمندفعوا فيه، وأكثروا التصرف، قال الشاعر:

فلما أفضنا في الحديث وأسمحت ... أتتنا عيون بالنميمة تضربُ (٣)

وأصلها من قول العرب: أفاض الرجل ماءه إذا صبّه، وأفاض البعير بجرته إذا رمى، ودفع بهامش كرشه، قال الراعي يصف الإبل:

فأفضن بعد كُظُومِهنَّ (٤) بجرةٍ ... من ذي الأبارقِ إذ رَعَيْنَ حَقيلا (٥)


= وعزاه المتقي الهندي في "كنز العمال" ٥/ ٦٩ إلى الديلمي في "مسند الفردوس".
وقال الذهبي: وضعه الحسن بن علي الأزدي. "ترتيب الموضوعات" (ص ١٨٥) (٥٩٨).
(١) ساقطة من (ح)، (أ).
(٢) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٧٩)، "غريب القرآن وتفسيره" لليزيدي (ص ٨٩).
(٣) لم أهتد إلى قائله ولم أجد من ذكره.
(٤) كذا في (ش)، (ح)، (أ)، وأمَّا في (س)، (ز): لطومهن.
(٥) البيت في "ديوانه" (ص ٥٢)، وفي "جمهرة اللغة" لابن دريد ٢/ ١٧٩، وقال: ويروى ذي الأباطل، "معجم ما استعجم" للبكري ٢/ ٤٦٠، وقال: ورواه أبو حاتم: من ذي الأباطح، وفي "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٧٢.
قال ياقوت: قال ثعلب: ذو الأبارق وحقيل موضع واحد، فأراد من ذي الأبارق إذا رعينه، والكظم إمساك الفم. فلما ابتل ما في بطونها أفضن بجرة، والمعنى: أنها إذا رعيت حقيلًا أفاضت بذي الأبارق.
"معجم البلدان" ٢/ ٢٧٩ - ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>