للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول (١) أبو بكر الوراق قال: لو شاء الله -عز وجل- لعينها؛ ولكنه سبحانه (٢) أراد تنييه الخلق على أداء الصلوات (٣). ولقد أحسنا في قولهما؛ فإن الله تعالى أخفى الصلاة الوسطى في جملة الصلوات المكتوبة؛ ليحافظوا على جميعها رجاء الوسطى، كما أخفى الله تعالى (٤) ليلة القدر في ليالي شهر (٥) رمضان، واسمه الأعظم في جميع الأسماء، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة؛ حكمة منه في فعله ورحمة على خلقه (٦).


(١) في (ز)، (أ): قال.
(٢) ساقطة من (ح).
(٣) ذكره الواحدي في "البسيط" ١/ ١٤٧ أ.
(٤) زيادة من (أ).
(٥) ساقطة من (ح).
(٦) الذي رجحه المحققون أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وهو الرأي الذي تدعمه الأدلة. قال الدمياطي في "كشف المغطى" (ص ١١٩): وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم، قاله الترمذي، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٢٨٨، ومذهب جمهور التابعين، قاله الماوردي، وقول أكثر أهل الأثر، قاله ابن عبد البر في "التمهيد" ٤/ ٢٨٩، وقال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ١/ ٣٢٣: وعلى هذا القول جمهورهم. وبه أقول، وانظر "الجامع" للترمذي كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة الوسطى، بعد حديث رقم (١٨٢). قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٤٠٤: وقد ثبتت السنة بأنها العصر؛ فتعين المصير إليها.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ١٦٩: أن شبهة من قال: إنها الصبح قوية؛ لكن كونها العصر هو المعتمد ..
وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" ١/ ٣١٢: وهو المذهب الحق الذي يتعين المصير إليه، ولا يرتاب في صحته من أنصف من نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>