للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلقه مثل صوته، كان (١) إذا قرأ الزبور تدنو الوحش حتَّى تُؤخذ بأعناقها، وتُظِلُّه الطير مصيخة له ويركد الماء الجاري، وتسكن الريح، وما صنعت (٢) المزامير (٣)، والبرابط (٤)، والصُّنُوج (٥) إلا على صوته (٦).

وروى الضحاك عن ابن عباس قال: هو أن الله تعالى أعطاه سلسلة موصولة بالمجرة والفلك، ورأسها عند صومعة داود عليه السلام، وكانت قوتها قوة الحديد، ولونها لون النار، وحلقها مستديرة، مفصلة بالجوهر (٧)، مدسرة بقضبان اللؤلؤ الرطب، فلا يحدث في الهواء حدث إلا صلصلت السلسلة، فعلم داود ذلك الحديث، ولا يمسها


(١) في (أ): وكان.
(٢) في (أ): سمعت.
(٣) في (أ): زيادة: والزنابير.
(٤) البَرْبَط: العود، أو ملهاة تشبهه، فارسي، ليس من ملاهي العرب، فعرَّبته حين سمعت به، وأصله بربت، لأن الضارب به يضعه على صدره، واسم الصدر: بَر. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ١١٢ "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٣٥٧.
(٥) في (أ): والطنوج.
الصَّنْج العربي هو الَّذي يكون في الدفوف ونحوه، فأما الصنج ذو الأوتار، فدخيل معرب، تختص به العجم، وقد تكلمت به العرب.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٤١٨ (صنج).
(٦) وهو: قول وهب بن منبه، رواه عنه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٤٧٨، وأبو الشيخ في "العظمة" ٥/ ١٧٠٣ (١١٥٦).
(٧) في (أ): مرصعة بالجواهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>