وقال البيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٢٩٧ - ٢٩٨: وهذا النسخ بمعنى التخصيص والتبيين؛ فإن الآية الأولى وردت مورد العموم، فوردت الآية التي بعدها، فبينت أن ما يخفى مما لا يؤاخذ به، وهو حديث النفس الذي لا يستطيع العبد دفعه عن قلبه، وهذا لا يكون منه كسب في حدوثه وبقائه، وكثير من المتقدمين كانوا يطلقون عليبما اسم النسخ على الاتساع؛ بمعنى أنه لولا الآية الأخرى لكانت الآية الأولى تدل على مؤاخذته بجميع ذلك. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ١٤/ ١٠١: إن لفظ النسخ مجمل؛ فالسلف كانوا يستعملونه فيما يظن دلالة الآية عليه من عموم أو إطلاق، أو غير ذلك ... وكذلك ينسخ الله ما يقع في النفوس من فهم معنى، وإن كانت الآية لم تدل عليه؛ لكنه محتمل، وهذِه الآية من هذا الباب؛ فإن قوله: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} إنما تدل على أن الله يحاسب بما في النفوس لا على أنه يعاقب على كل ما في النفوس، وقوله: {لِمَنْ يَشَاءُ} يقتضي أن الأمر إليه في المغفرة والعذاب لا إلى غيره. (١) في (ش)، (ح) زيادة: وجه. (٢) البقرة: ٢٢٥. (٣) في (ح): فليرى الله تبارك وتعالى عبدًا. (٤) في (ح): أو يخبره.