للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَشَاءُ}: جالوت (١).

وقيل: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ}: آدم وذريته {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ}: إبليس وجنوده، وقيل: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ}: صخرًا {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ}: سليمان -عليه السلام- (٢).

وقال أبو بكر محمد بن عمر الورَّاق: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} يعني: ملك النفس، حتى تغلب هواه، كما أن سليمان -عليه السلام- كان يأكل خبز الشعير، ويطعم الناس الحواريّ (٣)، ويلبس المرقعة، ولم ينظر أربعين سنة إلى السماء؛ تخشُّعًا لله -عز وجل-، وكان يدخل المسجد فيرتاد فقيرًا؛ يقعد لجنبه، ويقول: مسكين جالس مسكينا، وتنزع


(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٢٣، وأبو حيَّان في "البحر المحيط" ٢/ ٤١٩. وكان جالوت ملك العمالقة، وهو اسم أعجميّ.
انظر: "المعرّب" للجواليقيّ (ص ٢٤٥)، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني ١/ ١٢٤.
(٢) ذكر بعض المفسّرين عند قول الله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} [ص: ٣٤]
هذا الجسد الذي ألقاه الله على كرسي سليمان، هو شيطان اسمه صخر، وكان متمردًا عليه، غير داخل في طاعته. وروي ذلك من طريق عن ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما في "فتح الباري" لابن حجر ٦/ ٤٥٩.
قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٢/ ٩٢: وأرى هذِه كلها من الإسرائيليات.
وانظر: "فتح القدير" للشوكاني ٣/ ٤٣٣.
(٣) الحواريّ من الطعام: ما حُوّر -أي: بُيّض.
انظر: "مجمل اللغة" لابن فارس ١/ ٢٥٦، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٢/ ١١٧ (حور).

<<  <  ج: ص:  >  >>