للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنباتًا، وقال سبحانه: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (١) (٢).

فأما معنى الآية:

فقال المفسرون: نهى الله المؤمنين عن ملاطفة الكفَّار، وموالاتهم، ومداهنتهم (٣)، ومباطنتهم، إلَّا أن يكون الكفّار ظاهرين غالبين، أو يكون المؤمن في قوم كفّار، ليس فيهم غيره فيخافهم فيخالطهم، ويداريهم باللسان، وقلبه مطمئن بالإيمان؛ دفعًا عن نفسه، من غير أن يستحلَّ دمًا حرامًا، أو مالا حرامًا، أو يظهر الكافرين على عورات المسلمين؛ فالتقية لا تكون إلَّا مع خوف القتل، وسلامة النيّة، كفعل عمّار بن ياسر - رضي الله عنه - (٤).


(١) المزمل: ٨.
(٢) انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ١٣٩ - ١٤٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ٢/ ٤٤٢، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ١١٠.
(٣) المداهنة: المصانعة، واللّين.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٤٣٤ (دهن)، "مجمل اللغة" لابن فارس ٢/ ٣٣٨ (دهن).
(٤) أخرج عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٦٥، وابن سعد في "الطبقات" ٣/ ٢٤٩، والطبري في "جامع البيان" ١٤/ ١٨٢، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتَّى باراهم في بعض ما أرادوا فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كيف تجد قلبك" قال: مطمئنًا بالإيمان. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإن عادوا فعُد".
وأخرج ابن ماجة في المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١٥٠) عن ابن مسعود قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد ... الحديث. =

<<  <  ج: ص:  >  >>