للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: كانوا صيادين، وسمُّوا: حواريين؛ لبياض ثيابهم (١). وقال أبو أرطأة: كانوا قصَّارين، سمَّوا بذلك؛ لأنهم كانوا يحوّرون الثياب. أي: يبيضونها (٢). وقال عطاء: سلمت مريم عيسى إلى أعمال شتى، فكان آخر ما دفعته إلى الحواريين، وكانوا قصَّارين وصبَّاغين، فدفعته إلى رئيسهم؛ ليتعلم منه، فاجتمع عنده ثياب، وعرض له سفر فقال لعيسى عليه السلام: إنك قد تعلَّمت هذِه الحرفة، وأنا خارج في سفر، لا أرجع إلى عشرة أيام، وهذِه ثياب مختلفة الألوان (وقد أعلمت على كل واحد) (٣) منها بخيط على اللون الذي يصبغ به، (فيجب أن تكون فارغًا منها وقت قدومي) (٤) وخرج، فطبخ عيسى عليه السلام منها حُبًّا (٥) واحدًا على لون واحد،


(١) أخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٦٥٩ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه. وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٤١١، والسمرقندي في "بحر العلوم" (١/ ٢٧١) عن ابن عباس، وأخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٨٧ عن سعيد بن جبير، ولم يجاوز به، نحوه.
(٢) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٣/ ٢٨٧ عن أبي أرطأة نحوه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٦٢ ونسبه للطبري، ولعبد بن حميد، عن أبي أرطأة. وانظر: "معاني القرآن" للنحاس ١/ ٤٠٦.
(٣) في الأصل: وقد علمت كل واحد. والمثبت من (س)، (ن)، وهو الموافق لما في "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٤٢.
(٤) في الأصل: فأحب أن يكون فارغًا وقت قدومي منها. والمثبت من (س)، (ن).
(٥) الحُبُّ: الجرَّة، والخابية، يجعل فيه الماء.
انظر: "تاج العروس" للزبيدي ١/ ٣٩٧ (حبب)، "المعرّب" للجواليقيّ (ص ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>