للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن كسر اللام: فهي لام الإضافة، دخلت على (ما) الَّذي، ومعناه: للذي آتيتكم. يعني: الَّذي أخذ ميثاق النبيِّين؛ لأجل الَّذي آتاهم من كتاب وحكمة، ثم إن جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به من أخذ الميثاق، ولأن أخذ الميثاق بمنزلة الاستحلاف، وهو يقول في الكلام: أخذت ميثاقك لتفعلن كذا، كأنك تقول: استحلفتك لتفعلن (١).

وقال صاحب النظم: ومن كسر اللام فهي بمعنى: بَعْد (يعني: بعد) (٢) ما آتيتكم من كتاب وحكمة، كقول النابغة:

توهمت آياتٍ لها؛ فعرفتها ... لستة أعوام، وذا العام سابعُ (٣)

أي: بعد ستة أعوام (٤). ومن شدد الميم فمعناه: حين آتيتكم.

وقوله تعالى: {آتَيْتُكُمْ}: قرأ أهل المدينة (٥): (آتيناكم)


(١) انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٣٥٩، "الحجة" لابن زنجلة (ص ١٦٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٦١، وهو قول غريب.
(٢) ليست في الأصل، والمثبت من (س)، (ن).
(٣) انظر: "ديوان النابغة" (ص ٣١)، "شرح أبيات سيبويه" لابن السري ١/ ٤٤٧، "المقتضب" للمبرد ٤/ ٣٢٢، "الصاحبي في فقه اللغة" لابن فارس (ص ١١٣).
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٢٦، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٣٧، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٥١.
(٥) في "معجم القراءات القرآنية" لأحمد مختار عمر ١/ ٤٢٥: نافع وأبو جعفر
والأعرج.
وانظر: "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ١/ ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>