للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنزل الله تعالى فيهم (١) هذِه الآية ينهاهم عن مباطنتهم، خوف الفتنة منهم عليهم (٢).

وقال مجاهد: نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصادقون المنافقين ويخالطونهم، فنهاهم الله عن ذلك (٣) فقال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}: أي: أولياء، وأصفياء من غير أهل ملتكم (٤).

والبطانة: مصدر يوضع في موضع الاسم فيسمى بها الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث، قال الشاعر:

أولئك خلصائي نعم وبطانتي ... وهم عيبتي من دون كل قريب (٥)

وإنما قيل لخليل الرجل: بطانة تشبيهًا بما يلي بطنه من ثيابه، وخلوّه منه في اطلاّعه على أسراره، وما يطويه عن أباعده وكثير من أقاربه محل ما يلي جسده من ثيابه (٦) ثم ذكر العلة في النهي عن


(١) من (س)، (ن).
(٢) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٦١، عن ابن عباس نحوه.
(٣) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٦١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٧٤٢ عن مجاهد بمعناه.
(٤) قال الرازي في "مفاتيح الغيب" ٨/ ١٩٧: الآية عامة في جميع أصناف الكفار فلا يتخذوا بطانة من دون المؤمنين.
(٥) لم أقف على قائله، وهو في "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٣٦٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٧٨، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٣٧٥، من غير نسبة.
(٦) هذا معنى قول الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٦٠.
وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>