للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مجاهد والكلبي والواقديّ: غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منزل عائشة رضي الله عنها، فمشى على رجليه إلى أحد يصفُّ أصحابه للقتال كأنما يقوّم بهم القِدْح (١) (٢) إن رأى صدرًا خارجًا قال: "تأخر".

وذلك أن المشركين نزلوا بأحد (على ما ذكر محمَّد) (٣) بن إسحاق والسدي عن رجالهما يوم الأربعاء (٤)، فلما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنزولهم استشار أصحابه، ودعا عبد الله بن أبييّ ابن سلول، ولم يدعه قط قبلها، فاستشاره.

فقال عبد الله بن أبي وأكثر الأنصار: يا رسول الله، أقم بالمدينة ولا تخرج إليهم هو الله ما خرجنا منها إلى عدو قط إلاّ أصاب منا, ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه فكيف وأنت فينا، فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، فإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا. فأعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الرأي.

وقال بعض أصحابه: يا رسول الله، اخرج بنا إلى هذِه الأكلب (٥)


(١) ورد في هامش النسخة (س) عند هذا الموضع قوله: السهم.
(٢) القِدْح: السهم إذا قُوّم وأنى له أن يراش ويُنَصَّل، فإذا ركبّ نصله صار سهمًا.
انظر: "غريب الحديث" للخطابي ١/ ٢٢٣، "المحكم" لابن سيده ٢/ ٥٦٨ (قدح).
(٣) مطموس في الأصل، والمثبت من (س)، (ن).
(٤) مطموس في الأصل، والمثبت من (س)، (ن).
(٥) الأكلب: جماعة الكلاب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>