كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٣ - سورة آل عمران - ١٧١ - ج: 9 - ص: 424

حدثني أبي موسى بن جعفر (١)، حدثني أبي جعفر بن محمد (٢)، حدثني أبي محمد بن علي (٣)، حدثني أبي علي بن الحسين (٤)، حدثني أبي الحسين بن علي (٥) قال: بينما عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - يخطب الناس ويحثهم على الجهاد، إذ قام إليه شاب فقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل الله.

فقال: كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته العضباء (٦)، ونحن مقفلون من غزاة، فسألته عما سألتني عنه.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الغزاة إذا هموا بالغزو، كتب الله لهم براءة من النار، فإذا تجهزوا لغزوهم باهى الله عز وجل بهم الملائكة، فإذا ودعهم أهلوهم بكت عليهم الحيطان والبيوت، ويخرجون من ذنوبهم كما تخرج الحية من سلخها، ويوكل لله عز وجل كل رجل منهم أربعين ألف ملك يحفظونه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ولا يعمل حسنة إلاَّ أضعفت له، ويكتب له كل يوم عبادة ألف رجل يعبدون الله

---

(١) صدوق عابد.
(٢) ابن علي بن الحسين، صدوق، فقيه، إمام.
(٣) ابن الحسين بن علي أبو جعفر الباقر، ثقة، فاضل.
(٤) زين العابدين ثقة ثبت عابد.
(٥) الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله الشهيد - رضي الله عنه -.
(٦) العضباء: علم لها منقول من قولهم: ناقة عضباء، أي: مشقوقة الأذن، ولم تكن مشقوقة الأذن.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٢٥١، "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٣٢١.