للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عز وجل ألف سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يومًا، اليوم مثل عمر الدنيا، فإذا صاروا بحضرة عدوهم أنقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله -عز وجل- إياهم، فإذا برزوا لعدوهم، وأشرعت الأسنة، وفرقت السهام، وتقدم الرجل إلى الرجل حفتهم الملائكة بأجنحتها، ويدعون الله لهم بالنصر والتثبيت، ونادى منادٍ: الجنة تحت ظلال السيوف، فتكون الضربة والطعنة على الشهيد أهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف، وإذا زال الشهيد عن فرسه بطعنة أو ضربة لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله زوجته من الحور العين، فتبشره بما أعد الله له من الكرامة، فإذا وصل إلى الأرض تقول الأرض: مرحبًا بالروح الطيبة التي أخرجت من البدن الطيب، أبشر فإن لك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ويقول الله تعالى له: أنا خليفته على أهله، ومن أرضاهم فقد أرضاني، ومن أسخطهم فقد أسخطني، ويحمل الله روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث تشاء، وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب، معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سمك كل غرفة ما بين صنعاء (١) والشام، يملأ نورها ما بين الخافقين (٢)، في كل غرفة سبعون بابًا،


(١) صنعاء موضعان: إحداهما في اليمن وهي المرادة هنا. "معجم البلدان" لياقوت ٣/ ٤٢٦.
(٢) الخافقان: هما طرفا السماء والأرض، وقيل: المشرق والمغرب.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٥٦، "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٤/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>