للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئين، فإذا كانت أشياء، قلت: ميزتها تمييزًا، ومثله: إذا جعلت الشيء الواحد شيئين قلت: فرقت بينهما، ومنه: فرق الشعر.

فإن جعلته أشياء، قلت: فرقته تفريقًا (١).

ومعنى الآية: حتَّى يميز المنافق من المخلص، فميز الله تعالى المؤمنين يوم أحد من المنافقين، حين أظهروا النفاق، وتخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وقال قتادة: حتَّى يميز المؤمن من الكافر، بالهجرة والجهاد (٣)، نظيرها في الأنفال (٤).

وقال ابن كيسان: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الإقرار، حتَّى يفرض عليهم الجهاد والفرائض التي فيها تخليصهم؛ ليميز بها بين من يثبت على إيمانه ممن ينقلب على عقبيه (٥).


(١) ذكر السمين الحلبي في "الدر المصون" ٣/ ٥٠٩ عن أبي معاذ نحوه.
وانظر: "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٢٦ "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٩/ ١٠٧ (ميز)، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ٢٨٩ (ميز)، "الصحاح" للجوهري ٣/ ٨٩٧ (ميز).
(٢) هو قول مجاهد كما في "جامع البيان" للطبري ٤/ ١٨٧، "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٢٦.
(٣) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٨٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٢٥ عن قتادة نحوه.
(٤) قول الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٣٧)} [الأنفال: ٣٧].
وانظر: "باهر البرهان" لبيان الحق النيسابوري ١/ ٣٣٩.
(٥) عقب كل شيء: آخره .. وولى على عقبيه: إذا أخذ في وجه ثم انثنى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>