ومما يدل على رجوع ابن عباس قوله: كانت المتعة في أول الإسلام، فكان الرجل يقدم البلدة ليس له بها معرفة، فيتزوج بقدر ما يرى أنَّه يفرغ من حاجته لتحفظ متاعه، وتصلح له شأنه حتَّى نزلت هذه الآية {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} فنسخ الله عز وجل الأولى، وحرمت المتعة، وتصديقها من القرآن: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} وما سوى هذا الفرج فهو حرام. أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ٦/ ٢٠٦. (١) كمالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد في المنصوص عنه، والأوزاعي، والليث، وأهل المدينة، والشام، ومصر، وبكل حال فالقول بتحريم المتعة، ونسخ إباحتها، هو القول الَّذي انتهى إليه الأمر، وعليه أئمة الإسلام على مر العصور. وانظر: "المغني" لابن قدامة ١٠/ ٤٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ١٢٩ - ١٣٣، "فتح الباري" لابن حجر ٩/ ٨٧، "نيل الأوطار" للشوكاني ٧/ ٣٠٤. (٢) يرى ابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ٥٣ أن القول بأن الآية تدل على نكاح =