للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بغير أَلْف ها هنا، وفي المائدة، وهو اختيار أبي عبيد.

وقرأ الباقون بالألف فيهما (١)، وهو اختيار أبي حاتم.

واختلف المفسرون في معنى اللمس، والملامسة: فقال قوم: هما المجامعة، وهو قول ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة (٢).

قال سعيد بن جبير: ذكروا اللمس، فقال ناس من الموالي: ليس بالجماع. وقال ناس من العرب: هو الجماع. فأتيت ابن عباس، فذكرت ذلك له، فقال: من أي الفريقين كنت؟ فقلت: كنت مع الموالي. فقال: غلب فريق الموالي، إن اللمس، والمس، والمباشرة: الجماع، ولكن الله يكني عما شاء بما يشاء (٣).

وعلى هذا القول إنما كنى باللمس عن الجماع؛ لأن باللمس يوصل إليه، كما يقال للسحاب: سماء، وللمطر: سماء، وللكلأ: سماء؛ لأن بالسحاب يتوصل إلى المطر، وبالمطر يتوصل إلى الكلأ، قال الشَّاعر:


(١) انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأَصْبهانِيّ (ص ١٥٧)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥٠.
(٢) أخرج أقوالهم الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٠١ - ١٠٣، وهو قول على، وأبي بن كعب، وطاووس، وعبيد بن عمير، والشعبي، ومقاتل بن حيان.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٩٦١.
(٣) أخرجه سعيد في "سننه" ٤/ ١٢٦٣ (٦٤٠)، والطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٠٣، وأورد له طرقًا، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١/ ١٢٥ وفريق الموالي: هم سعيد بن جبير، وعطاء، ونفر آخرون، وفريق العرب: هم عبيد بن عمير، ونفر معه، كما جاء موضحًا في الطرق الأخرى التي أوردها الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>