للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأقرأنيها، قال: فلا أعلم أني وجدت انقصامًا في ظهري حتى (١) إني لأتمطى لها. فقال: "مالك يا أبا بكر؟ " قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله (٢)، وأينا لم يعمل سوءًا؟ وإنا لمجزيون بكل سوء عملناه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا، حتى تلقوا الله وليست لكم ذنوب، وأما الآخرون فتجمع ذنوبهم، حتى يجزوا (٣) بها يوم القيامة" (٤).

وقال عطاء: لما نزلت {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فقال أبو بكر: هذه قاصمة الظهر يا رسول الله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما هي المصيبات، تكون في الدنيا" (٥).


(١) ساقطة من (ت)، ومعنى لأتمطى: لأتمدد. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (مطط).
(٢) من (م).
(٣) في النسخ: يجزون، والمثبت من هامش (م).
(٤) الحديث أخرجه الترمذي في التفسير، سورة النساء (٣٠٣٩)، وعبد بن حميد في "المنتخب" ١/ ٣٦ (٧)، وأبو يعلى في "المسند" ١/ ٢٩ (٢١)، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٠٧١، وابن مردويه في "تفسيره"، كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٤/ ٢٨٢، والبغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٢٩٠، كلهم من طريق موسى بن عبيدة به. وهذا إسناد ضعيف، لضعف موسى وجهالة مولى ابن سباع، قال الترمذي عقب الحديث: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له إسناد صحيح أيضًا. وانظر: "الروايات المسندة في تفسير ابن كثير" ١/ ٢٢٠ رسالة دكتوراه، للدكتور غالب الحامضي.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٩٥ من طريق الربيع بن صبيح، وابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>