للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حزينًا، لا يضحك، ثم أتى فقيل له: حياك الله وبياك، أي أضحكك (١).

ولما مضى من عمر آدم عليه السلام مائة وثلاثون سنة، وذلك بعد أن قتل هابيل بخمس سنين ولدت له حواء شيثا، وقيل: شتا، وتفسيره: هبة الله، يعني: أنه خلف من هابيل، وعلمه الله ساعات الليل والنهار، وأعلمه عبادة الخلق في كل ساعة منها، وأنزل عليه خمسين صحيفة، وصار وصي آدم وولي عهده.

وأما قابيل فقيل له: اذهب طريدًا شريدًا فزعًا مرعوبًا، لا تأمن من تراه، فأخذ بيد أخته إقليما وهرب بها إلى عدن، من أرض اليمن، فأتاه إبليس فقال له: إنما أكلت النار قربان هابيل؛ لأنه كان يخدم النار، ويعبدها، فانصب أنت أيضًا نارًا، تكون لك ولعقبك، فبنى بيت نار، فهو أول من نصب النار وعبدها، قالوا: وكان لا يمر به أحد من ولده إلا رماه، فأقبل ابن لقابيل أعمى ومعه ابن له، فقال للأعمى ابنه: هذا أبوك قابيل، فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله، فقال ابن الأعمى: قتلت أباك؟ فرفع يده فلطم ابنه، فمات، فقال الأعمى ويل لي قتلت أبي برميتي، وقتلت ابني بلطمتي (٢).


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٩٠، وفي إسناده حسان بن المصك ضعيف، لفحش خطئه، ووهمه.
انظر: "تقريب التهذيب" لابن حجر (ص ٢٣٢).
(٢) لم أجد قائل هذا الأثر، وانظر: "تفسير البغوي" ٣/ ٤٥ - ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>