للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم: معنى الآية: عليكم أنفسكم إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر فلم يقبل منكم.

قال شقيق بن عقال (١): قيل لابن عمر: لو جلست في هذِه الأيام فلم تأمر ولم تنه، فإن الله عز وجل قال: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقال ابن عمر: إنها ليست لي، ولا لأصحابي، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا فليبلغ الشاهد الغائب، فكنا نحن الشهود، وأنتم الغُيَّب، ولكن هذِه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا، إن قالوا لم يقبل منهم" (٢).

وروى أبو الأشهب عن الحسن، والربيع عن أبي العالية: أن هذِه الآية قرئت على ابن مسعود {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقال ابن مسعود: ليس هذا بزمانها، قولوها ما قبلت منكم (٣)، فإذا ردت عليكم، فعليكم أنفسكم، ثم قال: إن القرآن نزل


= (ص ٤٦٤).
وله شاهد من طريق عبد السلام بن عبد القدوس، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس به، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" ٢/ ١٧٥ (٩٨١)، وإسناده ضعيف جدًّا، عبد القدوس، وابنه ضعيفان، وقد تفردا بالحديث عن الحسن، كما قال الطبراني، فالحديث لا يصح، وشاهده لا يفرح به.
(١) كذا في النسخ، والصواب سفيان بن عقال، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ٤/ ٩٣، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٤/ ٢١٩، وسكت عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" ٤/ ٣٢٠.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٩٥.
(٣) سقط من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>