للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخرون: معناه من غير حيِّكم وعشيرتكم، وهو قول الحسن والزهري وعكرمة (١)، قالوا: ولا تجوز شهادة كافر في سفر ولا حضر.

{إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ} سرتم وسافرتم، {فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} فأوصيتم إليهما ودفعتم مالكم إليهما، فأدياه، فارتاب بعض الورثة، واتهموهما في ذلك، وادعوا عليهما خيانة، فإن الحكم حينئذ أن {تَحْبِسُونَهُمَا} أي: تستوقفونهما {مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ}، وقال ابن عباس: هذا من صلة قوله {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} أي: من الكفار، فأما إذا كانا مسلمين فلا يمين عليهما (٢).


= "المصنف" ٨/ ٣٦٠ (١٥٥٣٩)، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٧/ ٦١٠ (٢٢٧٦٥)، والطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٠٥، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ١٦٥، وأبو داود كتاب الأقضية، باب شهادة أهل الذمة وفي الوصية في السفر (٣٦٠٥)، كلهم من طريق هشيم عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي به.
وهذا إسناد صحيح، صححه ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٦٠٤، وابن حجر في "فتح الباري" ٥/ ٤١٢.
(١) أخرج أقوالهم الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٠٦.
وأخرج قول الحسن سعيد بن منصور في "سننه" ٤/ ١٦٧٠ (٨٥٨)، وعلقه ابن حزم في "المحلى" ١٠/ ٥٩٢، ثم قال: وأما من قال: من غير قبيلتكم، فقول ظاهر الفساد والبطلان؛ لأنه ليس في أول الآية خطاب لقبيلة دون قبيلة، إنما أولها {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ولا يشك منصف في أن غير الذين آمنوا هم الذين لم يؤمنوا، ولكنها من الحسن زلة عالم لم يتدبرها.
وأخرج قول الزهري ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٣٠، وقد رد هذا القول الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٠٧.
(٢) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١٠٩ أثرًا عن عباس بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>