للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاكرين، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها مثلة وعقوبة، واليهود ينظرون إليها، ينظرون إلى شيء لم يروا مثله قط، ولم يجدوا ريحًا أطيب من ريحه.

فقال عيسى -عليه السلام-: ليقم أحسنكم عملًا فيكشفَ عنها، ويذكر اسم الله، ويأكل منها، فقال شمعون الصفا -رأس الحواريين-: أنت أولى بذلك منا، فقام عيسى فتوضأ، وصلى صلاة طويلة، وبكى بكاء (١) كثيرًا، ثم كشف المنديل عنها، وقال: بسم الله خير الرازقين، فإذا هو سمكة مشوية ليس عليها فلوسها (٢)، ولا شوك فيها، تسيل سيلا من الدسم، وعند رأسها ملح، وعند ذنبها خل، وحولها من ألوان البقول، ما خلا الكراث وإذا خمسة أرغفة، على واحد منها زيتون، وعلى الثاني عسل، وعلى الثالث بيض (٣)، وعلى الرابع جبن، وعلى الخامس قديد، فقال شمعون: يا روح الله، أمن طعام الدنيا هذا، أم من طعام الآخرة؟

فقال عيسى: ليس شيء مما ترون طعام الدنيا ولا من طعام الآخرة، ولكنه شيء افتعله الله بالقدرة الغالبة، كلوا مما سألتم يمددكم ويزدكم من فضله.

فقال الحواريون: يا روح الله، لو أريتنا من هذِه الآية اليوم آية


(١) من (ت).
(٢) أي: لا يلمع جلدها، يقال: شيء مفلس اللون: على جلده لمع.
انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (فلس).
(٣) في (ت): سمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>