ثم روى بإسناده عن الكلبي، قال: نزلت سورة الأنعام بمكة، إلا آيتين نزلتا بالمدينة، في رجل من اليهود، وهو الذي قال: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ} [الأنعام: ٩١] قال: الذي قاله فنحاص اليهودي، أو مالك بن الصيف. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤ ونسبه لأبي الشيخ، عن الكلبي، وعن سفيان. وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٣ والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ٣٨٢ عن ابن عباس وقتادة قال: هي مكية، إلا آيتين نزلتا بالمدينة؛ قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: ٩١]. وقوله: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} [الأنعام: ١٤١]. وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ٣: روى مجاهد عن ابن عباس: أن الأنعام مما نزل بمكة. وهذا قول الحسن وقتادة وجابر بن زيد. وقال ابن كثير في "تفسيره" ٦/ ٥: قال العوفي وعكرمة وعطاء، عن ابن عباس: أنزلت سورة الأنعام بمكة، ولعلهم أرادوا غالب السورة؛ جمعًا بين الروايتين عن ابن عباس. وهذا توفيق منه رحمه الله. (١) أي: صوت رفيع، عال. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢٩٧. (٢) أخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص ٢٤٠، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (١٩٦) والطبراني في "المعجم الكبير" ١٢/ ١٦٦ (١٢٩٣٠) جميعهم من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: "نزلت سورة =