للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمانته، وبات المشركون يحرسون عليًّا - رضي الله عنه -، وهو على فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحسبون أنّه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه فرأوا عليًّا، وقد ردّ الله مكرهم وما ترك منهم رجلا إلاّ وضع على رأسه التراب، فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري فاقتصوا أثره (١) وأرسلوا في طلبه، فلما بلغوا الجبل، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، وقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسيج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاثة أيام، ثمّ قدم المدينة فذلك قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} (٢).

{لِيُثْبِتُوكَ} قال ابن عباس - رضي الله عنهما- ومجاهد ومِقْسم والسدي: ليوثقوك (٣). وقال قتادة: ليشدوك وثاقًا (٤).


(١) في (ت): في إثره.
(٢) أخرجه ابن هشام في "السيرة النبوية": ١/ ٤٨٠ عن ابن إسحاق، بإسناده عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، وساق الخبر وفيه اختلاف يسير عما ذكره المصنف، قال أحمد شاكر في حاشية "جامع البيان" للطبري ١٣/ ٤٩٥: ومما اعترض به على هذا الخبر أن آية سورة الطور، آية مكية، نزلت قبل الهجرة بزمان، وسياق ابن إسحاق للآية بعد الخبر، يوهم أنها نزلت ليلة الهجرة، أو بعد الهجرة، وهذا لا يكاد يصح. أهـ. ويقصد أحمد شاكر الآية (٣٠) من سورة الطور قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠)}، وقد نص ابن إسحاق أنها نزلت بعد تلك الحادثة كما في سياق القصة عند ابن هشام "جامع البيان" للطبري ولم يذكرها المصنف في القصة التي ساقها.
(٣) ذكره ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ١٦٨٨ عنه.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٢٦ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>