للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصابعهم في أفواههم ويصفرون يخلطون عليه طوافه وصلاته (١). وقال مقاتل: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّى في المسجد قام رجلان من المشركين عن يمينه فيصفران ويصفقان، ورجلان كذلك عن يساره، ليخلطوا على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صلاته، وهم من بني عبد الدار فقتلهم الله ببدر (٢). وقال السدي: المُكاء (٣) الصفير على لحن طائر أبيض بالحجاز يقال له: المُكَّاء (٤). قال الشاعر (٥):

إذَا غرَّدَ المُكَّاءُ في غَيْرِ روْضَةٍ ... فَوَيلٌ لأهْلِ الشَّاءِ والحُمُراتِ (٦)

وقال سعيد بن جبير وابن إسحاق وابن زيد: التصدية صدهم (٧) عن بيت الله، وعن دين الله، وعن الصلاة، وهي على هذا التأويل التصدد


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٤٢ عنه وفيه اختلاف في الألفاظ.
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٣٥٥ عنه، دون قوله: فقتهلم الله ببدر.
(٣) من (س).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٣/ ٥٢٦ عنه، وفيه اختلاف في الألفاظ.
والمُكَّاء: بضم الميم وبالمد والتشديد طائر يصوت في الرياض، يسمى مكاء لأنه يمكو، أي: يصفر كثيرًا، ووزنه فعال كخطاف.
انظر: "حياة الحيوان" للدميري ٢/ ١٨١.
(٥) لم أعرفه ولم تشر المصادر التي اطلعت عليها وورد فيها ذكر البيت لاسمه.
(٦) يقول إذا أجدب الزمان ولم يكن للطير روضة يغرد فيها فغرد في غير روضة فويل لأهل الشاء والحمير، وخصّهما لأن الإبل تستطيع اللحوق بالغيث حيث كان.
انظر: "المعاني الكبير" لابن قتيبة ١/ ٢٩٥، "شرح أدب الكاتب" للجواليقي ١/ ١٧٧.
(٧) في الأصل: صد. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>