للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجهاد مع نبيّه خير مما هم عليه (١).

وقال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي: نزلت في علي بن أبي طالب والعباس (٢) بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة، وذلك أنهم أفتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه ولو أشاء بتّ فيه!

وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها ولو أشاء بتُّ في المسجد! وقال علي - رضي الله عنه -: ما أدري ما تقولون، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٣).

وقال ابن سيرين ومرّة الهمداني: قال على - رضي الله عنه - للعباس: ألا تهاجر؟ ألا تلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ألستُ في أفضل من الهجرة،


(١) ذكر نحوه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٣٩٤ وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه.
وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ٩٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٧٦٧ من طريق عطية العوفي .. بنحوه.
(٢) في الأصل: وعباس، والمثبت من (ت).
(٣) أخرجه عنهم الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ٩٦ وهذا لفظ رواية محمد بن كعب. وأورده الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٤٨)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٢٢، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤١٠، والسيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٣٩٥.
قال ابن تيمية في "منهاج السنة" ٥/ ١٨ - ١٩: هذا اللفظ لا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة، بل دلالات الكذب عليه ظاهرة، منها: أن طلحة بن شيبة لا وجود له، وإنما خادم الكعبة هو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وهذا مما يبين لك أن الحديث لم يصحّ، ثم فيه قول العباس: لو أشاء بت في المسجد فأي كبير أمر في مبيته في المسجد حتى يتبجح به؟ !

<<  <  ج: ص:  >  >>