للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا دَرَّ دَرِّي إنْ أَطْعَمْتُ نَازلَهُم ... قَرْف الحيي وعِنْدِي البرُّ مَكْنُوز

أراد مجموعًا بعضه إلى بعض.

وكذلك تقول العرب للشيء المجتمع: مكتنزًا، لانضمام بعضه إلى بعض.

وقرأ يحيى بن يعمر يكنُزون بضم النون (١)، وقراءة العامة بالكسر وهما لغتان، مثل (يعكُفون ويعكِفون) و (يعرِشون ويعرُشون).

{وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ولم يقل: ولا ينفقونهما.

اختلف النحاة فيه:

فقال قطرب: أراد الزكاة أو الكنوز أو أعيان الذهب والفضة.

وقال الفراء: استغنى بالخبر عن أحدهما في عائد الذِّكر عن الآخر لدلالة الكلام على أن الخبر عن الآخر مثل الخبر عنه (٢)، وذلك


(١) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٧)، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ٦١٣.
(٢) هذِه عبارة الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٢٢ نقلها المصنف دون العزو إليه كعادته، وهي معنى كلام الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٣٤: حيث قال: ولم يقل: ينفقونهما، فإن شئت وجهت الذهب والفضة إلى الكنوز فكان توحيدها من ذلك، وإن شئت اكتفيت بذكر أحدهما من صاحبه؛ كما قال: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} فجعله للتجارة، وقوله: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} فجعله -والله أعلم- للإثم، وقال الشاعر في مثل ذلك:
نحن بما عندنا وأنت بما عنـ ... دك راضٍ والرأي مختلف
ولم يقل: راضون، وذلك لاتفاق المعنى يُكتفى بذكر الواحد .. =

<<  <  ج: ص:  >  >>