للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: جُماديان، وإذا هاجت الرياح (١) وجرت الأنهار وترجبت الأشجار: قالوا رجب، وإذا بانت الفضائل (٢) وتشعبت القبائل قالوا: شعبان، وإذا حمي الفضا وطفئ جمر الغضا قالوا: رمضان، وإذا تكّشفت السحاب وكثرت الذئاب (٣) وشالت النوق الأذناب قالوا: شوال، وإذا قعد التجار عن الأسفار قالوا: ذو القعدة، وإذا قصدوا الحجّ من كلّ فجّ وأظهروا العج والثجّ قالوا: ذو الحجة (٤).

{فِي كِتَابِ اللَّهِ} يعني: في اللوح المحفوظ، وقيل: في قضائه الذي قضى {يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} من المشهور {أَرْبَعَةٌ} أي: أربعة أشهر {حُرُمٌ} كانت العرب تعظمها وتحرم القتال فيها، حتى لو لقي الرجل منهم قاتل أبيه أو أخيه لم يَهِجهُ، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، واحدٌ فرد وثلاثةٌ سرد (٥)


(١) في (ت): البحار.
(٢) في (ت): الفصائل، ولعلها أصحّ.
(٣) في (ت): الذباب.
(٤) لم أجده بهذا اللفظ، لكن أورد الفراء في كتاب "الأيام والليالي والشهور" (ص ٤١ - ٤٦) نحوًا من هذِه المعاني.
(٥) تظاهرت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنص على هذِه الأشهر الحرم، من ذلك ما أخرجه البخاري في التفسير باب إن عدة المشهور عند الله (٤٦٦٢)، ومسلم في القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال (١٦٧٩) من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات ذو =

<<  <  ج: ص:  >  >>