للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (١)، وفلان مغرم بالنساء؛ أي مُهلك بهنَّ، وما أشدّ غَرامه وِإغرامَه بالنساء (٢).

وأما قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} فهم الغزاة والمرابطون والمحتاجون، فأما إذا كانوا أغنياء فاختلفوا فيه:

فقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد -رحمهم الله-: لا يعطى الغازي إلا أن يكون منقطعًا محتاجًا (٣).


= "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٣/ ٢٥٨، والدارقطني في "السنن" ٣/ ٣٢، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥١، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٦/ ٣٩ من طرق عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وقد جاء في بعض روايات الحديث زيادة (له غنمه وعليه غرمه).
والتحقيق أن هذِه الزيادة مدرجة كما بيّنه أبو داود في المراسيل كما في "تحفة الأشراف" للمزي ١٣/ ٢١٣ فساقه من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد رفعه "لا يغلق الرهن" قال الزهري: قال ابن المسيب: له غنمه، وعليه غرمه. قال أبو داود: هذا هو الصحيح. وأخرجه أيضًا من طريق يونس، عن الزهري وفيه: كان ابن المسيب يقول: له غنمه، وعليه غرمه ..
قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ٤٢٦: فتبين براوية ابن وهب عن يونس بن يزيد، أن هذا من قول سعيد بن المسيب فالله أعلم.
وانظر في بسط الخلاف في الحكم على الحديث وصلًا وإرسالا: "التمهيد" لابن عبد البر ٦/ ٤٢٥ - ٤٣٠، "نصب الراية" لابن حجر ٤/ ٣١٩ - ٣٢١، "التلخيص الحبير" لابن حجر ٣/ ٣٦، "إرواء الغليل" للألباني ٥/ ٢٣٩.
(١) الفرقان: ٦٥.
(٢) انظر "غريب السجستاني" (ص ٣٤٤)، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٦٠٦)، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ٣/ ١٠٦، "لسان العرب" لابن منظور (غرم).
(٣) انظر "بدائع الصنائع" للكاساني ٢/ ٤٦، "الحاشية" لابن عابدين ١/ ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>