للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعذره عمر - رضي الله عنه - وصدّقه، وأمره بالصلاة في مسجد قباء (١)، فهذِه قصة مسجد الضرار الَّذي أنزل الله تعالى فيه {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} قراءة العامة بالواو، وقرأ أهل المدينة والشام (الذين) بغير واو (٢)، وكذلك هو في مصاحفهم (٣).

{ضِرَارًا} لمسجد قباء، قال عطاء: لما فتح عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - (٤) الأمصار أمر المسلمين أن يبنوا المساجد، وأمرهم أن لا يتخذوا في مدينتهم مسجدين يضار أحدهما صاحبه (٥).

وروى ليث أن شقيقًا لم يدرك الصلاة في مسجد بني غاضرة (٦)، فقيل له: مسجد بني فلان لم يصلّوا بعد، فقال: لا أحب أن أصلي فيه، فإنه بني على ضرار، وكل مسجد بني ضرارًا ورياءً وسمعة فإن أصله ينتهي إلى مسجد الضرار (٧).


(١) انظر خبره في "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٤/ ٣٧٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٩٥، "الإصابة" لابن حجر ٩/ ٩٥.
(٢) "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٣٦٠، "المبسوط" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٩٦)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨١.
(٣) انظر "المقنع" للداني (ص ١٠٤).
(٤) في (ت): لما فتح الله تعالى على عمر.
(٥) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٩٥.
(٦) كذا عند ابن عطية في "المحرر الوجيز" والقرطبي أيضًا، وعند الطبري: بني عامر.
(٧) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٢٦ من طريق أبي جعفر، عن ليث .. به.
وذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٨٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>