للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}؛ أي المتطهرين فأدغمت التاء في الطاء لقرب مخرجيهما.

وقال يزيد بن شجرة - رضي الله عنه - (١): أتت الحمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صورة جارية سوداء، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أنتِ؟ " قالت: أنا أمُّ مِلدَم، أُنْشِفُ الدّم وآكلُ اللحم وأُصفِّر الوجه (٢) وأرقق الجلد وأدقق العظم، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُرّي فاقصُدي الأنصار"؛ فإن لهم علينا حقوقًا، فَحُمَّ الأنصار، فلمّا كان من الغد قال: ما للأنصار؟ قالوا: حُمُّوا عن آخرهم، فقال: قوموا بنا نعودهم، فعادوهم (٣)، وجعل يقول: "أبشروا فإنها كفارة وطهور"، فقالوا: يا رسول الله؛ ادع الله أن يديمها علينا أيامًا حتَّى تكون كفارة لذنوبنا، فأنزل الله تعالى يثني عليهم: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ


= تنبيه: قال الحافظ عقب إيراده لحديث ابن عباس في بلوغ المرام: وصححه ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بدون ذكر الحجارة.
قلت: لعله وهم في ذلك؛ فإن الَّذي في صحيح ابن خزيمة هو حديث عويم بن ساعدة كما تقدم، لا حديث أبي هريرة، والله أعلم.
(١) هو يزيد بن شجرة بن أبي شجرة الرهاوي، مختلف في صحبته: فأثبتها البخاري وابن معين، وأنكرها ابن مندة وأبو زرعة، وقال أبو حاتم وابن حبان في "صحيحه": يقال له صحبة، استشهد ببلاد الروم وهو أمير على جيش سنة ثمان وخمسين.
"الطبقات" لخليفة (ص ٧٥)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٧/ ٤٤٦، "التاريخ الكبير" للبخاري ٨/ ٣١٦، "جامع التحصيل" للعلائي (ص ٣٠١).
(٢) في (ت): اللون.
(٣) في الأصل: فعادهم، والمثبت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>