للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَكَ رَبِّى} وقوله: {لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} الآية (١)، يدل عليه قراءة الحسن (وعدها أياه) بالباء (٢).

{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ} بموته على الكفر {تَبَرَّأَ مِنْهُ}، وقيل معناه: فلما تبين له في الآخرة أنَّه عدو لله (٣)، وذلك على ما ورد في الأخبار؛ أن إبراهيم -عليه السلام- يقول يوم القيامة: ربِّ والدي، رب والدي، فإذا كانت الثالثة يُرِيهِ الله تعالى أباه، فيقول له إبراهيم -عليه السلام-: إني كنت آمرك في الدنيا فتعصيني، ولستُ تارككَ (٤) اليوم لشيء (٥)، فخذ بحقوي، فيتعلق به حتَّى يريد الجواز على الصراط،


(١) انظر المصادر السابقة.
(٢) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦٠)، "غرائب التفسير" للكرماني ١/ ٤٦٨، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٠٨.
(٣) حكى القولين في وقت هذا التبيّن الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٤٥ - ٤٦، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٠٢، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٩١، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٠٨، وابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٥٠١، وعامّة المفسرين على القول الأول، لذا لم يحكِ الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٤١٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٥٠٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٢٧٥ غيره.
قال ابن عطية في "المحرر الوجيز": وربط أمر الاستغفار بالآخرة ضعيف.
وجمع الحافظ في "فتح الباري" ٨/ ٥٠١ بين القولين بقوله: ويمكن الجمع بين القولين بأنه تبرأ منه لما مات مشركًا فترك الاستغفار له، لكن لما رآه يوم القيامة أدركته الرأفة والرقة فسأل فيه، فلما رآه مسخ يئس حينئذٍ فتبرأ منه تبرؤًا أبديًا.
(٤) في (ت): بتاركك.
(٥) في الأصل: بشر، والمثبت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>