للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتَّى إذا أراد أن يجاوزه به حانت من إبراهيم - عليه السَّلام - التفافة؛ فإذا هو بأبيه في صورة ضبع، فيخلي عنه ويتبرأ منه يومئذ (١).

وعلى هذا التأويل يكون معنى الكلام الاستقبال، تقديره: يتبين، ويتبرأ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} اختلفوا في معناه (٢):


(١) أخرجه بنحوه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٤٦ - ٤٧ من مرسل سعيد بن جبير، وعبيد بن عمير.
وأخرج أصله البخاري في الأنبياء، باب واتخذ الله إبراهيم خليلا (٣٣٥٠) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" ١٥/ ١١٨ من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصيني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب؛ إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنّة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم؛ ما تحت رجليك؟ فينظر؛ فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار".
والذِّيْح: ذكر الضباع، ولا يقال إلَّا إذا كان كثير الشعر. قاله الحافظ في "فتح الباري" ٨/ ٥٠٠.
(٢) في (ت): في معنى الأواه.
وانظر الأقوال الآتية في معنى الأواه في: "جامع البيان" للطبري ١١/ ٤٧ - ٥٢، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٦/ ١٨٩٥ - ١٨٩٧، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٠٢ - ١٠٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٣/ ٥٠٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٢٧٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٠٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٧/ ٣٠٠، "فتح الباري" لابن حجر ٦/ ٣٨٩، "الدر المنثور" للسيوطي ٣/ ٥٥٩ - ٥١٠.
وسنشير إلى بعضها اختصارًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>