للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليها (١) كان له سلما لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء، وكانت راحيل أم يوسف قد ماتت فحضنته عمته وأحبته حبًا شديدًا، فكانت لا تصبر عنه، فلما ترعرع وبلغ سنوات وقعت محبة يعقوب عليه فأتاها يعقوب، فقال: يا أختاه! سلمي إليّ يوسف فوالله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة! قالت: لا. قال فوالله ما أنا بتاركه. قالت: فدعه عندي أيامًا انظر إليه لعل ذلك سيسليني (٢) عنه. ففعل ذلك، فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقة إسحاق فحزّمتها على يوسف تحت ثيابه وهو صغير، ثم قالت: لقد فقدت منطقة إسحاق، فانظروا من أخذها، فالتمست فلم توجد.

فقالت: اكشفوا أهل البيت. فكشفوهم فوجدوها مع يوسف، فقالت: والله إني لي لسلم (٣)، أصنع به (٤) ما شئت. وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر. فقال لها: إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك. فأمسكته، فما قدر عليه يعقوب حتَّى ماتت، وهو الَّذي قال إخوة يوسف: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}.

وهذا المثل السائر الَّذي يقال: عُذْرُهُ شرٌ مِنْ جُرْمِهِ (٥).


(١) في (ك). ولده.
(٢) في (ن)، (ك): يسليني.
(٣) في (ك): مسلم.
(٤) في (ن)، (ك): فيه.
(٥) انظر: "المستقصى" للزمخشري ٢/ ١٥٩، "قاموس الأمثال العربية" ٢٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>