للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم طاف بي جبريل عليه السلام فِي الجنة بإذن الله عز وجل فما ترك فيها (١) مكانًا إلَّا رأيته وأخبرني عنه، فرأيت القصور من الدر والياقوت والزبرجد، ورأيت الأشجار من الذهب الأحمر قضبانهن اللؤلؤ وعروقهن الفضة راسخة فِي المسك، فلأنا أعرف بكل درجة وقصر وبيت وغرفة وخيمة وثمر فِي الجنة (٢) مني بما فِي مسجدي هذا، ورأيت نهرًا يخرج من أصله ماء أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل على رضراض در وياقوت ومسك أذفر، فقال جبريل عليه السلام: هذا الكوثر الذي أعطاكه (٣) الله عز وجل، وهو التسنيم يخرج من تحت العرش إِلَى دورهم وقصورهم وبيوتهم وغرفهم يمزجون بها أشربتهم من العسل واللبن والخمر، وذلك قوله عز وجل: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} (٤).


(١) ساقطة من (ز).
(٢) ولكن عند البيهقي من حديث أبي سعيد الخُدرِيّ - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال له أصحابه: يَا رسول الله! أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها، قال: " .. ثم إنِّي دفعت إِلَى الجنة فاستقبلتني جارية فقلت: لمن أَنْتَ يَا جارية؟ قالت: لزيد بن حارثة وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن .. وإذا رمانها كأنه الدلاء عظمًا، وإذا أنا بطير كالبخاتي هذِه"، فقال - صلى الله عليه وسلم - عندها: "إن الله قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. " الحديث "دلائل النبوة" ٢/ ٣٩٠ - ٣٩٤. ونحوه الحديث القدسي فِي الصحيحين: البخاري كتاب بدء الخلق، باب ما جاء فِي صفة الجنة .. (٣٢٤٤)، كتاب التفسير، باب قوله {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (٤٧٧٩)، مسلم، كتاب الجنة (٢٨٢٤).
(٣) فِي (ز): أعطاك.
(٤) الإنسان: ٦، ولكن قبلها: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥)}، إذن فهذِه الآية ليست فِي بيان التسنيم، و"بلغة السالك" للصاوي ورد ذكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>