للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فبعث الملك فِي طلبه فأدركه الطلب فِي مغارة ومعه (١) خمسة نفر من كتابه، أحدهم بختنصر فجعلوهم (٢) فِي الجوامع ثم أتوا بهم ملك بني إسرائيل، فلما رآهم خر ساجدًا من حين طلعت الشَّمس إِلَى العصر، ثم قال لسنحاريب: كيف ترى فعل ربنا (بكم أو) (٣) لم يقتلكم بحوله وقوته، ونحن وأنتم غافلون، فقال سنحاريب له (٤): قد أتاني خبر ربكم ونصره إياكم ورحمته التي رحمكم بها قبل أن أخرج من بلادي، فلم أطع مرشدًا، ولم يقلني فِي الشقوة إلَّا قلة عقلي، ولو سمعت أو عقلت ما غزوتكم ولكن الشقوة غلبت علي وعلى من معي.

فقال صديقه (٥): الحمد لله رب العزة الذي كفاناكم بما شاء، إن ربنا لم يبقك ومن معك لكرامة بك عليه، ولكنه إنما أبقاك ومن معك لتزدادوا شقوة فِي الدنيا، وعذابًا فِي الآخرة، ولتخبروا من وراءكم بما رأيتم من فعل ربنا، ولدَمُك ودم من معك أهون على الله من دم (قرادة لو قتلت) (٦).

ثم إن ملك بني إسرائيل أمر أمير جيشه (أن يقذف) (٧) فِي رقابهم


(١) من (أ).
(٢) في (ز): فجعلهم.
(٣) في (أ): بإسقاط (بكم)، وفي (ز): ألم.
(٤) من (ز).
(٥) عند الطبري فِي "جامع البيان" ١٥/ ٢٤: ملك بني إسرائيل.
(٦) في (أ): قرد، وعند الطبري: قراد لو قتلته، وعند البَغَوِيّ: قراد لو قتلت.
(٧) في (ز): فقذف.

<<  <  ج: ص:  >  >>