للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصحابه وأرادوا الرجوع خرجت إليه عجوز من عجائز بني إسرائيل فقالت: أين (الأمير على الجند؟ ) (١) فأتي بها إليه، فقالت له (٢): إنه قد بلغني أنك تريد أن ترجع بجندك قبل أن تفتح هذِه المدينة؟ قال: نعم، قد طال مقامي، وجاع أصحابي، فلست أستطيع المقام فوق الذي كان مني، فقالت: أرأيتك إن فتحت لك المدينة أتعطيني ما أسألك وتقتل من أمرتك بقتله وتكف إذا أمرتك أن تكف؟ قال لها: نعم.

قالت: إذا أصبحت فاقسم جندك أربعة أرباع، ثم أقم على كل زاوية ربعًا، ثم ارفعوا أيديكم إلى السماء ونادوا: يا الله! إنا نستفتحك بدم يحيى بن زكريا عليهما السلام، فإنها سوف تتساقط، ففعلوا، فتساقطت المدينة، فدخلوا من جوانبها فقالت له (٣): كف يدك (واقتل على هذا الدم حتى يسكن فانطلقت به إلى دم يحيى بن زكريا) (٤) عليهما السلام وهو على تراب كثير، فقتل عليه حتى سكن، فقتل سبعين ألفًا، فلما سكن الدم قالت له: كف يدك، فإن الله تعالى -إذا قُتِل نبي- لم يرض حتى يقتل من قتله (٥)، ومن رضي قتله، وأتاه صاحب الصحيفة بصحيفته هذِه (٦) فكف عنه وعن أهل


(١) في (ز): أمير الجند.
(٢) من (ز).
(٣) من (ز).
(٤) من (أ).
(٥) في (أ): قتل.
(٦) من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>