للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إخوتي، يا ليتهم يعلمون ما لقيت، وأين يُذهب بي، ولو أنهم يعلمون فيأتوني فنقوم جميعًا بين يدي هذا الجبار، فإنا كنا تواثقنا لنكونن معًا لا نكفر بالله ولا نشرك به شيئًا ولا نعبد الطواغيت من دون الله، فُرِّقَ بيني وبينهم فلم يروني، ولن أراهم أبدًا، وقد كنا تواثقنا ألا نفترق في حياة ولا موت أبدًا، يا ليت شعري ما هو فاعل بي، أقاتلي أم لا؟ هذا ما حدّث به تمليخا أصحابه عن نفسه حين رجع إليهم، حتَّى انتُهي به إلى الرجلين الصالحين "أريوس" و"أسطيوس" فلما رأى تمليخا أنَّه لم يذهب به إلى دقيانوس أفاق وسكن عنه البكاء، فأخذ أريوس وأسطيوس الورق فنظرا إليها وعجبا منها، ثم قال له أحدهما: أين الكنز الَّذي وجدت يا فتى؟ هذا الورق يشهد عليك أنك قد وجدت كنزًا، فقال لهما تمليخا: ما وجدت كنزًا ولكن هذا الورق ورق آبائي، ونقش هذِه المدينة وضربها، ولكن والله ما أدري ما شأني وما أدري ما أقول لكم. فقال أحدهما: ممن أنت؟ فقال له تمليخا: أما ما أرى فكنت أرى أني من أهل هذِه المدينة (١) قالوا: فمن أبوك؟ ومن يعرفك بها؟ فأنبأهم باسم أبيه فلم يجدوا له أحدًا يعرفه ولا أباه؟ فقال له أحدهما: أنت رجل كذاب ولا تأتينا (٢) بالحق، فلم يدر تمليخا ما يقول غير أنَّه نكس رأسه (٣) إلى الأرض.


(١) في (ب)، (ز): القرية.
(٢) في (ب): لا تخبر.
(٣) في (ب)، (ز): بصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>