للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يؤيده قول ذي النون المصري (١): من ذكر الله ذكرًا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء، فإذا نسي في جنب ذكره كل شيء حفظ الله له كل شيء، وكان الله (٢) له عوضًا من ذلك (٣).

وقيل معناه: واذكر ربك إذا تركت ذكره (٤)، والنسيان هو الترك (٥).

{وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} أي: يثبتني على طريق


(١) ذو النون المصري، واسمه: ثوبان بن إبراهيم، وقيل: فيض بن أحمد، وقيل فيض بن إبراهيم أبو الفيض النوبي، الإخميمي، روى عن مالك، والليث، وابن لهيعة وفُضيل بن عياض.
وعنه: الجنيد، ورضوان ابن محيميد، ومقدام بن داود وغيرهم ولد في أواخر أيام المنصور.
قال ابن يونس: كان عالمًا، فصيحا، حكيمًا.
وقال الدارقطني: روى أحاديث عن مالك فيها نظر.
وهو من أشهر الزهاد له تراجم واسعة في كتب الصوفية.
"طبقات الصوفية" للسلمي (ص ١٥)، "الطبقات الكبرى" للشعراني ١/ ٥٩، "الكواكب الدرية" للمناوي ١/ ٢٢٣، "حلية الأولياء" لأبي نعيم ٩/ ٣٣١، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١١/ ٥٣٢، "ميزان الاعتدال" للذهبي ٢/ ٣٣.
(٢) من (ب).
(٣) في (ب)، (ز) من كل شيء. ولم أجد قوله.
(٤) هذا ما رجحه الطبري، فقال: وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال معناه: واذكر ربك إذا تركت ذكره؛ لأن أحد معاني النسيان في كلام العرب الترك. "جامع البيان" ١٥/ ٢٢٩.
(٥) قال ابن فارس: النون والسين والياء أصلان صحيحان، يدل أحدهما على إغفال الشيء والثاني على ترك شيء. "معجم مقاييس اللغة" ٥/ ٤٢١ (نسي).
وانظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٣٢٢ وما بعدها (نسي).

<<  <  ج: ص:  >  >>