للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبيدة: سمعت المنتجع بن المنهال (١) (٢) ذكر رجلًا فقال: هو أبغض إليّ من الطلياء والمهل. فقيل له: ما المهل؟ قال: الملة التي تنحدر من جوانب الرغيف من النار، أحمر شديد الحمرة كأنها الرمانة (٣) وهي جمرة (٤).

{يَشْوِي الْوُجُوهَ} قال سعيد بن جبير: إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم فيأكلون منها فاختلست جلود وجوههم (٥)، فلو أن مارًّا مر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم فيها ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل، وهو الذي قد انتهى حره، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت


= المنثور" للسيوطي ٤/ ٤٠٠ بلفظ "أشد ما يكون حرّا".
ونسبه له ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٩٥.
(١) هكذا في الأصل المنهال، وفي النسخ الأخرى والمصادر الأخرى نبهان.
(٢) في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة: المنتجع بن نبهان وكذا في تفسير الطبري، وذكره الزبيدي فقال: المنتجع الأعرابي، هو من بني نبهان من طيئ. قال الأصمعي: وسألتُ المنتجع عن السميدع، فقال: هو السيد الموطأ الأكناف. ا. هـ كلام الزبيدي. وذكره الفيروز آبادي مختصرا.
"طبقات النحويين" للزبيدي (ص ١٥٧)، "البلغة" (ص ٢٢٦).
(٣) في (ب): الرملة، وفي (ز): الزمكة.
(٤) ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٤٠٠، والطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٤٠ وقد قال الطبري عن هذِه الأقوال في المهل: وهذِه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها فمتقاربات المعنى.
(٥) في (ز): جلودهم ووجوههم.

<<  <  ج: ص:  >  >>